skip to Main Content

أصبح موضوع التسويق بالمحتوى في الآونة الأخيرة من المواضيع الرائجة بين المهتمين بمجال التسويق الرقمي. ويمكن اعتباره أمرا جديدا على الكثيرين بالرغم من أنه موجود بالفعل منذ وقت طويل. واليوم صارت الشركات من كل المجالات تسعى إلى تبني واعتماد التسويق بالمحتوى نظرا لكل ما يروج عنه، وعن أدائه المتميز.

فما هو التسويق بالمحتوى؟ وأين تكمن أهميته وقوته؟ وكيف يمكن البدء في اعتماده؟

ما هو التسويق بالمحتوى؟

التسويق بالمحتوى (بالإنجليزية: Content Marketing)، هو استراتيجية تسويق مميزة، تتم بالاعتماد على المحتوى الرقمي (المكتوب، المرئي، والمسموع) من أجل تسويق المنتجات أو الخدمات بطريقة تختلف كثيرا عن الطرق التقليدية المعروفة. ويمكن أن يتجلى التسويق بالمحتوى في أشكال مختلفة. كما يمكن أن يتم بطرق متنوعة يمكن تحديدها بناء على الأهداف التسويقية المحددة.

وللتوضيح أكثر يمكن اعتبار التسويق بالمحتوى، استراتيجية تسويق بعيدة المدى. تتم عن طريق إعداد أنواع مختلفة من المحتوى الرقمي المفيد، وتوفيره أو إيصاله إلى العملاء المحتملين بغرض تقديم الفائدة إليهم. وعند القيام بهذه العملية بالطرق الصحيحة يمكن للمسوق أن يضمن كسب عملاء جدد انطلاقا من حملات التسويق بالمحتوى تلك.

موقع معهد التسويق بالمحتوى المتخصص في أمور التسويق بالمحتوى يعرفه بما يلي:

”التسويق بالمحتوى، هو نهج تسويقي استراتيجي يتم بالتركيز على إنشاء وتوزيع محتوى قيم، ذي صلة، وبانتظام لجذب جمهور محدد والاحتفاظ به – ودفع العملاء إلى القيام بإجراءات مربحة في نهاية المطاف. “

هابسبوت أيضا بدورهم قاموا بتعريف التسويق بالمحتوى بما يلي:

“التسويق بالمحتوى هو عملية تخطيط المحتوى وإنشائه وتوزيعه ومشاركته ونشره للوصول إلى جمهورك المستهدف. كمشروع تجاري، يمكن أن تساعدك هذه الاستراتيجية على تحسين الوعي بالعلامة التجارية، وزيادة المبيعات، والتواصل مع مكونات الجمهور المستهدف، وحث العملاء والعملاء المحتملين على التفاعل. “

تختلف تعاريف خبراء المجال لعبارة التسويق بالمحتوى، ولكن المعنى واضح ويمكن استنتاجه في هذه العبارة:

” تقديم الفائدة قبل البحث عن الاستفادة “

فعندما تقوم شركة معينة بإنتاج وتوفير محتوى تعليمي أو ترفيهي للعميل المحتمل بالمجان، فإنها أولا تحقق قاعدة تقديم الفائدة قبل الاستفادة. مما يسهل على المستفيد اتخاذ قرار الشراء دون تردد بسبب الثقة المبنية بين الطرفين. وأيضا تميز نفسها (أي الشركة) عن باقي المنافسين الذين لا يقومون بأي شيء غير البيع.

أين تكمن أهمية التسويق بالمحتوى؟

تكمن أهمية التسويق بالمحتوى في كونه عنصرا جديدا عمل على تغيير قواعد لعبة التسويق. وكان هو الحل الأمثل للشركات التي صارت تعاني من عدم فعالية طرق التسويق التقليدية المباشرة.

فيما مضى كانت الأمور في مجال التسويق أسهل إلى حد ما، مما هي عليه اليوم. وكانت الشركات قادرة على تحقيق نسب كبيرة من المبيعات، فقط بالاعتماد على الحملات التسويقية التقليدية المتمثلة غالبا في الحملات الاشهارية.

مؤخرا تغيرت الأمور بعض الشيء، تقريبا في كل الصناعات والمجالات، بسبب زيادة وشدة المنافسة. وأصبحت الطرق التقليدية للتسويق أقل فعالية ولم يعد الإبداع وحده كافيا لجذب انتباه العميل المحتمل. بل صار أكثر تحصنا من الوقوع في شباك الشركات والمشاريع التجارية.

كل هذا أدى إلى ابتكار ما يسمى ب “التسويق بالمحتوى”، صارت الشركات، خصوصا في الدول المتقدمة، تعتمده كاستراتيجية بديلة وداعمة لطرق التسويق المباشر الأخرى سواء التقليدية منها أو الحديثة. وأصبح في الكثير من الأحيان، خصوصا لذا الشركات المقدمة للبرامج كخدمة، متصدرا لقائمة مصادر المبيعات والتحويلات.

يمكن باعتماد التسويق بالمحتوى تحقيق مجموعة متنوعة من الأهداف التسويقية بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

  • زيادة نسب الوصول المجاني (Organic reach)
  • تعريف العملاء المحتملين بحلولك (المنتجات/الخدمات) وكيفية استخدامها
  • زيادة المبيعات وتحسين نسب التحويل
  • بناء علاقة متينة مع العملاء والعملاء المحتملين وكسب ولائهم
  • نشر الوعي بالعلامة التجارية
  • تقليص التكاليف التسويقية على المدى البعيد

كيف يمكن اعتماد التسويق بالمحتوى؟

يمكن لأي فرد أو شركة من أي حجم أن يمارسوا التسويق بالمحتوى. وقد تختلف الاستراتيجيات المتبعة لتنفيذ تلك الممارسة من مجال إلى آخر ومن شركة إلى أخرى.

يمكن تحديد الاستراتيجية والطرق التي يمكن اتباعها لممارسة التسويق بالمحتوى بالنظر إلى عنصرين أساسين وهما الأهداف التسويقية والميزانية المخصصة للتسويق بالمحتوى.

أشياء يجب أن تعرفها قبل البدء في اعتماد التسويق بالمحتوى

توجد بعض الأنشطة التي تندرج ضمن العناصر المكونة لخطة التسويق بالمحتوى المثالية، لكن بعض الشركات قد لا تجدها مهمة بالنظر إلى المجهود والتكاليف التي تتطلبها مقارنة مع الأهداف التي يمكن أن تحققها والتي قد لا تعتبر الأكثر أهمية بالنسبة إلى تلك الشركة.

وفي بعض الأحيان نجد بأن تنفيذ بعض الأنشطة أمر خارج عن نطاق قدرة الميزانية المخصصة للتسويق بالمحتوى. وفي هذه الحالة يمكن التضحية ببعض الجودة أو ربما مصطلح الفخامة سيكون أنسب، والاكتفاء بالبساطة لتحقيق بعض الأهداف المعقولة.

اعتماد التسويق بالمحتوى لعبة طويلة الأمد، ولا تتوقع بأنك ستبدأ بحصد النتائج بعد الشهر الأول من الاعتماد. بل، يتوجب عليك تحديد أهداف معقولة مع الأخذ بعين الاعتبار تلك الفترة التي تستغرقها النتائج لتبدأ في الظهور وقد تختلف تلك النتائج من نشاط إلى آخر.

اعتماد التسويق بالمحتوى كاستراتيجية التسويق الأساسية والتخلي عن باقي طرق التسويق ليس بقرار حكيم. خصوصا إذا كان هذا الاعتماد يتم لأول مرة. وأنا أرى بأن التسويق بالمحتوى بالنسبة إلى أغلب الشركات والمشاريع التجارية، بمثابة وسيلة دعم للجهود التسويقية المعتمدة سابقا.

وعلى هذا الأساس يستحسن أن يتم تبني التسويق بالمحتوى بشكل تدريجي. وعند بدء النتائج بالظهور والتأكد من فعاليته يمكن تزويد الميزانية المخصصة له والبدء في اعتماده على نطاق أوسع ولما لا كاستراتيجية التسويق الأساسية للشركة، طالما أنه أثبت مدى فعاليته وقدرته مقارنة مع باقي طرق التسويق المعتمدة.

خطوات البدء في اعتماد التسويق بالمحتوى

للبدء في تبني التسويق بالمحتوى والعمل على اعتماده يتوجب على المسوق أو صاحب العمل التجاري أولا، تحديد أهدافه التسويقية التي يرى أنها أنسب للتحقيق باعتماد طريقة التسويق الجديدة هذه.

يمكنك اعتماد الأهداف الرئيسية الأساسية من قبيل:

  • زيادة المبيعات
  • تحسين نسب التحويل
  • زيادة التفاعل مع الفئات المستهدفة
  • نشر الوعي بالعلامة التجارية…

إذا كنت لا تنوي الالتزام بالأهداف المسطرة آنفًا، واختيار أهداف أكثر تحديدا فلا حاجة إلى التفكير الزائد والحيرة في تسطير الأهداف المناسبة لأن الأمر سهل جدا ولا يتطلب سوى إلقاء نظرة تحليل على طرق التسويق التي تعتمدها في الفترة الحالية ومحاولة تحديد أكثر المصادر فعالية في تحقيق الأهداف الرئيسية للعمل التجاري والتي غالبا ما تكون (أي الأهداف)، تحقيق المبيعات أو الحصول على عملاء جدد.

بعدها قم بتدوين تلك المصادر والتي ستكون على سبيل المثال لا الحصر:

  • شبكات التواصل الاجتماعي
  • حملات البريد الإلكتروني
  • إعلانات البحث (مثل إعلانات جوجل)

بعدها يمكنك تحديد أهداف التسويق بالمحتوى انطلاقا من المصادر المحددة. فعلى سبيل المثال إذا كنت تحقق نسبة كبيرة من المبيعات من خلال إعلانات الشبكات الاجتماعية فربما عليك أن تستخرج بعض الأهداف انطلاقا من هذا المصدر، ويجب أن تكون تلك الأهداف قابلة للتحقيق بالاعتماد على المحتوى.

فمثلا قد يكون هدفك في هذه الحالة هو زيادة التفاعل على حساباتك على شبكات التواصل الاجتماعي، أو ربما زيادة قاعدة المتابعين أو تحسين نسبة الوصول الطبيعي.

وإن كانت إعلانات جوجل على سبيل المثال هي مصدرك الأساسي للمبيعات فربما يتوجب عليك استثمار بعض الوقت والمال في التحسين للظهور في نتائج البحث بشكل طبيعي دون الاعتماد على الإعلانات المدفوعة. وهذا أمر قد لا يتم باعتماد المحتوى لوحده لكنه يبقى (أي المحتوى) مهما إلى حد ما في هذه العملية.

بعد تحديد الأهداف المراد تحقيقها يمكن المرور إلى الوسائل والأنشطة المطلوبة لتحقيق تلك الأهداف، وتدوينها بدورها للرجوع إليها في وقت لاحق. والوسائل أو الأدوات المطلوبة قد تكون على شكل أدوات فعلية، مثل برامج إنتاج المحتوى وبرامج القياس والتحليل.

أو يمكن أن تكون أنشطة مطلوبة مثل كتابة النصوص والمقالات أو تصميم الصور والفيديو وما إلى ذلك.

بعدها يمكنك البدء في وضع أسس استراتيجية التسويق بالمحتوى والتي كغيرها من الاستراتيجيات، ستحتوي على الطرق التي سيتم اتباعها لتحقيق الأهداف المحددة بالاعتماد على الوسائل والأدوات المتاحة والميزانية المتوفرة.

ما هي أنواع التسويق بالمحتوى؟

يتفرع التسويق بالمحتوى إلى أنواع كثيرة ومتنوعة، ولن أسعى إلى تحديدها كلها هنا لأن ذلك قد يكون غير ممكن. فأنواع التسويق بالمحتوى أو الأنشطة المكونة له غير محدودة. بل، يمكنك ابتكار نوع جديد طالما استطعت تحقيق النتائج الجيدة من خلاله وطالما أنه نشاط يتم بالاعتماد على نوع من أنواع المحتوى والتي بدورها نجدها متعددة ومتنوعة.

هذه بعض الأمثلة الشائعة للأنشطة التي تندرج تحت مظلة التسويق بالمحتوى:

  • التسويق عبر الشبكات الاجتماعية
  • التدوينات
  • نشرات و حملات البريد الإلكتروني
  • الفيديو
  • المقالات التعليمية
  • البودكاست
  • إنفوجرافيك
  • تقارير ودراسات الحالات

هنالك من يعتبر الاعلانات المدفوعة بمختلف أنواعها تسويقا بالمحتوى، وهذا أمر صحيح إلى حد ما. لأن تلك الإعلانات غالبا ما تحتوي على محتوى مكتوب، مرئي أو مسموع. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبارها أيضا نوعا من أنواع التسويق بالمحتوى.

توجد أيضا أنواع التسويق بالمحتوى التقليدية. مثل المجلات، والملصقات الارشادية، والإعلانات التجارية التقليدية. وإلى حد ما يمكن اعتبار أي نشاط ذو هدف تسويقي يتم بالاعتماد على شكل من أشكال المحتوى تسويق بالمحتوى.

بتحديد الأهداف المناسبة، ووضع الاستراتيجية الواضحة يمكن لأي شركة البدء في اعتماد التسويق بالمحتوى. بعدها يبقى الأمر راجعا إلى جودة المحتوى وكيفية التنفيذ لتحقيق الأهداف التسويقية المختلفة. ولا ننسى أهمية تتبع وقياس نتائج حملات التسويق بالمحتوى للتأكد من مدى فعاليتها وتصنيف أكثرها أداء وتلك التي تتطلب المزيد من التحسين.

المصدر: arabmarketingguide

 

Back To Top
× كيف يمكنني مساعدك؟